دقة عقارب الساعة في العاشرة والنصف ليلاً، مازال قلبي ينبض وجسدي يهتز ويتحرك، سمعت أمواج الريح تهجو، أخرجت يدي من الباب فالتفت حولها أشباح الظلام، لم أستطع رؤية ما يدور من حولي فقد كان الظلام دامس والرؤية مستحيلة .......... .
استيقظت في الصباح، شعرت وكأن قلبي يحدثني ويقو لي (( اتبعني)) لم أستطع معرفة السبب، كانت الساعة السادسة صباحاً، خرجت من البيت لم أجد أحداً على الطريق، تابعت المسير وكان الضباب يغشي كل شيء،لكن كنت أسمع أصوت العصافير التي تغرد وأصوت الشجر التي تغني، أسير وراء دقات قلبي، لا أعرف إلى أين تأخذني؟ رأيت كل شيء من حولي يبتسم في وجهي ، رأيت الطيور تحلق فوقي وهي تغرد ، انشرح صدري آنذاك وارتاح قلبي، وفجأة اختفى كل شيء، لم اعد اسمع صوتاً ولم اعد أرى شيئا، فسمعت من أقصى الصمت صوتاً وكأنه شخص يصرخ بألم شديد وكأنه شخص على عتبة الموت، فأسرعت وراء الصوت، وما لبث إلا وانقطع الصوت فجأة ......
التفت حولي فلم أرى سوى أشباح سوداء تلتف حول قمة الجبل، أسرعت لكي أرى ماذا يحدث، فعندما وصلت إلى قمة الجبل رأيت شخص ممدداً على الأرض فاقتربت منه ببطئ وحذرٍ شديدين، نظرة إلى وجهه {{كأني أعرفه}}
فاستيقظ وفتح عينيه ثم استند إلى جذع الشجرة وقال: لا تخف لا أريد أذيتك ، ألم تعرفني ؟؟ ، فأجبته بدهشة كبيرة:
لا ، قال: أنا الحب الساكن في قلبك أنا من أعطاك الدفئ والحنان
نظرتُ إليه وقلبي ساكن لا صوت له، نظرتُ إليه وكأن قلبي ميت لا يتحرك ، سال الدمع من عيني، لم أستطع تحمل هذا المشهد، نظرتُ من حولي فلم أرَ سوى أسراب الوحوش ، نظرتُ فوقي فلم أرَ سوى غيوم سوداء، نظرتُ بجانبي فلم أرَ سوى هياكل عظام بالية.
لا تستطيع كلماتي وصف حالتي آنذاك لا تستطيع كلماتي وصف المشهد المريب الذي رأيته
فقلت: أين أنا..... ؟؟؟!!!! .
قال لي:أنت في كهف الظلام
سألته ما هذه الهياكل، قال: هذه الهياكل لأشخاص ماتوا في سبيل الحب ماتوا من أجل حبٍ خادع وزائف، لم يستطيعوا تحمل شدة العذاب فاهترأتْ جلودهم وبالت عظامهم ، وهذا مصيري من بعدهم ، فقلت : مازلت حياً
قال: لكنك سوف أموت ، لقد أحببت وعشقت وفديت بقلبي من أجل فتاة ، لكنها عذبتني ومزقت لي إحساسي ومشاعري فسالت دمائي كلها لتملأ الوادي أحزاناً وآلاما، ضحيت بحياتي من أجل عشق زائف وخداع .
نظرتُ إلى عينيه فلم أرَ سوى شخص قد امتلأ صدره بالألم والأحزان نظرتُ إلى عينيه فلم أرَ سوى مأساة شخص
تحمل في طياتها حياة إنسان عاش بضنك شديد وألم وحزن وتعب ولم يذق طعماً للحياة .
فقال )) أحببــــتها وظننت أن قلبها كقلبي لا تقيـــده الضلوع
لكــــــن قـــــــلبها ســـراباً خادعـــاً ظمئاً وجـــــوع
فتركتها لكن قلبي مازال طفلاً يعاوده الحنين إلى الرجوع))
ثم قال : فالترحل ولتدعني أموت وأسراب الوحوش تنهش من لحمي دعني أموت وتجف دمائي في عروقي وتصعد روحي إلى ربها ، قالها والدمع يسري على خده والدماء تنزف ألماً وحزناً.
لم أستطيع تخيل قسوة العذاب الذي عذبه لم أستطيع تخيل مدى قسوة القلب الذي عذبه فقلت له ضع يدك في يدي
ولنخرج إلى الحياة من جديد لا تكن ضعيفاً أمام المصاعب فالتحيى حياتنا من جديد ولتنسى ما مضى ونسير على درب الامل والحب من جديد ، وما أن انتهيتُ من كلامي وكانت روحه قد صعدت إلى بارئها، فصرخت بأعلى صوتي والدموع توقد ناراً من شدة الألم والحزن ، معلنتاً نهاية حياتي، لقد مات قلبي وماتت حياتي ولم يبقَ لي في هذه الحياة من شيء .
نظرتُ حولي فرأيت الضباب ينقشع والغيوم السوداء تختفي وأسراب الوحوش تغادر ، وأنا من دون قلب ودموعي الحزينة تسيل على خدي حاملةً معها ألماً لم يشهده أحدُ من قبل .
رجعت إلى البيت ، وأنا أمشي في الطرقات مندهشا لما جرى لي وغير مصدق لما حدث ، وفي مسيري ظهرت أمامي
، نظرتُ إليها وهي تضحك وكأنها لم تفعل شيء امتلأ صدري بالغضب والحزن ، لقد فقت أعظم وأغلى شيء قد ملكته .......
في حياتي ، أدرت وجهي معرضاً عنها ، أدرت وجهي إلى طريق الحياة الجديدة هاهي حياتي تبدأ من جديد حاملةً معها ذكرياتٍ قاسية وحزينة حاملةً معها ذكريات حب صادق لكنه مات وندثــــــــــــــر .... .
وفي نهاية المطاف أقول أنه(( لابد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر ))
موضوع: جولة فى قلب عاشق 
الإثنين أغسطس 20, 2007 7:34 pm
